فتّيش مبادرة تطوّعيّة مستقلّة انطلقت نهاية عام 2021 بأوّل عمل أصليّ لها: بودكاست فتّيش، على يد مؤسّسها مروان الصفدي.
فريقنا
يتكوّن فريقنا من مجموعة من الكوير والداعمين*، يجمعنا الشغف والرغبة بصناعة التغيير المتعلّق بقضايا مجتمع الميم عين في المنطقة العربية، والمتمثّل بنشر قيم التعايش والتسامح، وزيادة الوعي والمعرفة حول مواضيع إنسانية لطالما اعتُبرت محرّمة.
كاتبة موني
يقول فرويد: بدأت الحضارة عندما قام أوّل رجل غاضب بإلقاء كلمة بدلاً من حجر. ربّما يكون الإقصاء والتعنيف وراء الكثير من مشاعر الغضب عند الإنسان.. وفتّيش أعطتني المساحة المناسبة لأعبّر عن غضبي بوجه اللون الواحد.
أهداف المبادرة
تهدف المبادرة بالمقام الأوّل لتمكين أفراد مجتمع الميم عين النّاطقين بالعربيّة بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم، من خلال إعطائهم المساحة الآمنة للتّعبير عن تجاربهم ومشاعرهم وأفكارهم بحرّية، وإشراكهم بمناقشات وانعكاسات عن هويّاتهم الجنسيّة والجندريّة.
نعالج المشاركات المقدَّمة والمواد المتاحة لنا لنصنع محتوىً كويريّاً عربيّاً يسعى لتمرير صوت وأفكار المشاركين* للفضاء العامّ، بصورة تعكس واقع المجتمع الكويريّ العربيّ وترتقي بالمحتوى المعبّر عنه على الإنترنت.
بعملنا هذا، نتمنّى أن نبني جسر تواصل بين أطياف مجتمع الميم عين والمجتمع المحيط الآخر، إيماناً منّا بأهمية التبادل الفكري، والأثر التعاطفي التقاربي الذي يتركه؛ سواء فيما بين الأطياف المختلفة لمجتمع الميم عين ذاته، أو بينه وبين المجتمع المحيط.
أصل التسمية
فتّيش كلمة من اللهجة المحلّية الشّامية تعني "الألعاب النّاريّة".
تمّ اختيار هذا الاسم ككناية عن الضّجيج والألوان التي تصدرها الألعاب النّارية؛ الأمر الذي يحاكي الأثر الطبيعي لنشاطات المبادرة في المجتمعات المحافظة التقليدية.
السياسة اللغوية لفتّيش
"إنّ من يريد* تغيير الظروف العامة ، عليه* أن يبدأ* باللّغة أولاً" - كونفوشيوس، 551-479 ق.م
تؤمن مبادرتنا - ككثير من صانعي* المحتوى الكتابي العامّ - بأهمية إتقان القواعد اللّغوية العربية في الكتابة، لضمان تحلّي نصوصنا المحرّرة بطابع منمّق ذي جودة عالية، متّسق مع روح العصر والقيم المجتمعية الحديثة.
تبعاً لذلك، نعتمد في موقعنا على استخدام اللّغة الفصحى بهدف الوصول إلى مختلف الجنسيّات النّاطقة بالعربيّة. لكننا؛ ونبعاً من حرصنا على خلق علاقة حقيقية، أكثر قرباً وملامسةً لجمهورنا، وإيماناً منّا بضرورة تطوير وإحياء اللغة العربية، نلجأ في صفحاتنا الاجتماعية للكتابة باللغة الدارجة، بصورة تحفظ للّغة هيكلها وأصولها، متجنّبين المصطلحات المحلّية غير الشائعة قدر الإمكان.
النجمة الجندرية (*)
بقدر اهتمامنا بقواعد اللّغة، نولي اهتماماً مضاعفاً لجندرة اللّغة (أي تضمين الهويات الجندرية المختلفة) في السياقات المكتوبة والمنطوقة؛ انطلاقاً من وعينا بضرورة إيجاد نموذج لغويّ يُبرز اختلاف تلك الهويات، ويساهم في خلق وسيلة تواصل عادلة، غير تمييزية قدر الإمكان.
تستخدم اللّغات التي تمتلك أكثر من جنسٍ قواعديٍّ واحدٍ حول العالم (كالعربية والإسبانية والألمانية، إلخ) أساليباً مختلفة للجندرة. ويكاد يكون الخطّ المائل (slash) المستخدم لإضافة الصياغة المؤنّثة إلى جانب المذكّرة والواقع بينهما، أحد أكثر تلك الأساليب شيوعاً. كأن نكتب في العربية نصّاً تقرؤه/يقرؤه المتابعين/المتابعات فيخاطبهم/هنّ على حدّ سواء.
أمّا في اللّغة الألمانية فمن أهمّ الأساليب المتّبعة لجندرة اللّغة هو استخدام النجمة (*). ليس فقط لإضافة الصياغة المؤنّثة، وإنّما كبديل عن الخطّ المائل ثنائيّ الوظيفة؛ ممّا يجعلها رمزاً لاحتواء الأجناس الأخرى إلى جانب الجنسين المشار إليهما كتابةً.
نحن في مبادرة فتّيش نريد أن نخاطب الإنسان، أيّاً كانت هويته الجنسية. ورغم أنّنا ندعم جميع أساليب الجندرة اللّغوية، بما فيها الخطّ المائل، إلّا أنّنا نريد -حين نجندر- أن نضمن ظهور الأجناس الأخرى أيضاً، تلك التي لا تنتمي للنظام الثنائي ذكر/أنثى؛ دون المساس بانسيابية النصّ وسهولة القراءة.
ومن هذا استوحينا نجمتنا، التي نُدرجها إلى جانب كلّ الكلمات القابلة للجندرة، بصيغة المفرد والجمع على حدّ سواء. فنقول: املأ* استمارة التطوّع على موقعنا، وانضمّ* إلى فريق من الشغوفين* والمؤمنين* بصناعة التغيير.
في المرّة القادمة حين ترون هذه الإشارة على قنواتنا وفي صفحاتنا، اعلموا أنّنا -ببساطة- نجندر.