الإعلام البديل والهوموفوبيا

📆 30/03/2023



عرضت قناة Yala Story Plus بتاريخ 21/3/2023 حلقة جديدة من سلسلة "جلسة سرية" يلّي بيقدّمها عطية عوض، تناولت قصة الشاب محمد حمزة، يلي حكى عن تجربته مع الخوف من رفض المجتمع لميوله، وعن الاضطرابات النفسية يلي عانى منها بسبب هذا الخوف في حال صرّح عن هويته و/أو ميوله.


لكن الطرح للأسف ما كان أبداً ضمن هذا السياق، بل على العكس، تعمّد عطية عوض وفريق إعداد البرنامج، إظهار محمد على إنه هو السبب بمعاناته. فالمشكلة، حسب البرنامج، مو بالمنظومة الأبوية الرافضة والمهددة لأفراد مجتمع الميم عين لام، بل بـ "محمد" وبكل حدا متله*.


من جهة ثانية، بيترك هذا النوع من الطرح عبء نفسي هائل جداً على الأفراد اللي بعدهن* بمرحلة اكتشاف ذواتهن*، وبيصعّب الصراع الداخلي اللي هو أصلاً صعب، بظلّ مجتمعات لا زالت غير متقبّلة لأي اختلاف بيهدد الثنائية الجندرية، بمعنى آخر، طلعت رسالة الفيديو إنه "كل شخص عنده ميول ما بيوافق عليها المجتمع، فهو مريض، ولازم يتعالج، وعلاجه هو مسؤوليته الشخصية وإلّا رح ينرفض، أو إنه: نحن مستعدين نقبل المثليين* بيننا لنتعاطف معهن* لأنهن مرضى وبحاجة علاج".


هذا الخطاب كان سائد قبل منتصف القرن العشرين، حيث كانت المثلية الجنسية تعتبر مرض نفسي، وكان يتم اتّباع أساليب لاإنسانيّة لمحاولة تغيير التوجّه الجنسي للأفراد المثليين* مثل العلاج الهرموني، والصعق الكهربائي، أو العزل، وأحياناً الضرب بحجّة وجود شيطان داخل جسد المثلي* يجب طرده.


من الغريب بمكان، إنه بعدما ألغت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين عام 1975 المثليّة الجنسيّة من قائمة الاضطرابات النفسية، ووافقتها منظمة الصحة العالميّة التابعة للأمم المتحدة سنة 1990، يحاول عطية عوض وفريق إعداد برنامجه نسف خمسين سنة من التقدّم العلمي والمعرفي، والاجتماعي أيضاً.


طبعاً، وبدون شك، الأفراد غير المعياريين، معرّضين للإصابة بإضطرابات نفسيّة مثل القلق والاكتئاب، بظلّ وجودهم* تحت ثقل منظومة ذكورية بتحاصرهم* بالخوف والتهديد، وبتجبرهم* ينكروا هوياتهم* وذواتهم* مقابل الحفاظ على حياتهم* أو على علاقتهم بأهلهم ومحيطهم*، أو حتى ما ينقال عنهم* "نص زلمة" هي الكلمة يلي كان إلها وقع الصدمة على "محمد" يلي عانى ولا زال عم يعاني متله متل أي فرد من أفراد الميم عين لام.


نحن بنتمنى لمحمد حياة لطيفة وهادئة، وبنأكد على إنه مو لحاله. نحن، وكل الأشخاص اللي ما عندهن* شروط لقبول الآخرين جاهزين* لتقديم الدعم شو ما كان شكله. بالمقابل بنسعى لتكون فتّيش مساحة آمنة ما بتصوّر المثليين* على إنهم* مرضى أو ضايعين وبحاجة إنقاذ.


هذا المقال بمثابة دعوة مفتوحة لكلّ المثليين* والعابرين* واللاجندرين* لاعتبار فتّيش منصة بتقدّم دعم وحبّ غير مشروطين، وبترحّب بمحمد وبكلّ حدا بيقول عنّه المجتمع نصّ زلمة أو مو زلمة أو أي وصمة تانية.